الثلاثاء، 1 مارس 2022

القرامطة

 القرامطة

القرامطة

يقول المؤرخ محمود شاكر في مقدمة كتابه عن فرقة القرامطة


" إن القرامطة قد قاموا بحركاتهم في عدة مناطق تشابهت في بعض جوانبها وتباينت في أخرى، واجتمعت على شيء واحد في محاربة الإسلام وارتكاب الكبائر وهتك الأعراض وسفك الدماء والسطو على الأملاك، إرواء لأحقادهم الدفينة ضد الإسلام، وإشباعا لغرائزهم الحيوانية، ورغبة من زعمائهم في السيطرة والتسلط والتشفي، وإشباع كمائن النفوس.."


وقد كتب عنهم معاصروهم وبينوا خطتهم هذه، كما ذكر المؤرخون أعمالهم كلها.. كتب الطبري والغزالي وابن الجوزي وابن كثير والشهرستاني وابن الأثير وجميع المؤرخين، فأعطوهم حقهم تماما، ووضحوا حقيقتهم وأهدافهم ومقاصدهم ووسائلهم التي اتبعوها حتى غدت صورتهم كاملة في النفوس، وتمثل أبشع صورة لجماعة ثائرة على وضع، حاقدة على مجتمع، تسير وراء أهوائها وتتبع غرائزها.


نسب القرامطة: ينتسب القرامطة إلى حمدان بن الأشعث الأهوازي الملقب (قرمط)، ويعود في أصله إلى خوزستان، وقد عرف في سواد الكوفة حوالي عام 258هـ، وكان يظهر الزهد والتقشف في أول عهده، فاستمال إليه بعض الناس، وقد لقب بـ(قرمط) لقصر كان فيه، إذ كان قصير القامة ورجلاه قصيرتان بشكل يلفت الانتباه، فكان خطوه قصيرا، الأمر الذي جعله ناقما على المجتمع يبدي التأفف والتضجر ويحقد على الناس جميعا ويظهر التذمر من كل المجتمعات التي تحيط به أو التي ينتقل إليها ويضمر البغض على كل وضع..

وقد التقى مرة بأحد دعاة التشيع وهو (حسين الأهوازي) الذي كان يتجول في سبيل دعوته، فاجتمع به وهو في طريقه من السلمية في بلاد الشام إلى سواد الكوفة، وذلك حوالي عام 265هـ، ولم يلبث أن أصبح (قرمط) من أتباع (حسين)، إذ كان حسين بدعوته ينتقد العباسيين ويتذمر من وضعهم، فلقي هذا مكانا في قلب (حمدان)، وعندما مات (حسين) أصبح (حمدان) القائم بالأمر مكانه، بناء على عهد منه، حيث ترقى (قرمط) في درجات الدعوة الإسماعيلية بسرعة فائقة نتيجة جده ونشاطه.


والقرامطة جماعة من الإسماعيلية افترقوا عنهم من أجل الزعامة أولا، ثم كانت بعض الخلافات الفكرية إذ تعتقد الإسماعيلية بإمامة أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق من بعده وتتابعهم، على حين يعتقد القرامطة أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت، وله داعية يمثله ويعمل برأيه وحسب تعليماته..وبينما يعد الشيعة أئمتهم معصومين فإن الإسماعيلية تسوي بين الأنبياء والأئمة، كما خلعت على أئمتها صفات إلهية، أما القرامطة فتعتقد أن روح الله تحل بإمامهم..


هدف القرامطة: تقوم حركة القرامطة على غاية أساسية، وهي القضاء على الإسلام بعد تسلم الحكم والانتهاء من دولته، وهي بهذا لا تختلف عن بقية الثورات التي قامت في ذلك العصر مثل حركة الزنج والخرمية وما إلى ذلك من حركات، وكانت تمد هذه الحركات جميعها المجوسية المقنعة بالأفراد الذين يظهرون اعتناق الإسلام..


وسيلة القرامطة: اتخذ القرامطة كل وسيلة يمكن أن تجمع الناس حولهم، وسواء أكانت الوسيلة شريفة أم غير ذلك فالأمر واحد، بل ربما كانت الوسائل الخبيثة هي التي أفادوا منها أكثر من غيرها، إذ أن الوسط الذي نمت فيه حركتهم تلائمه تلك الوسائل، فالغاية عندهم تبرر الواسطة كما أن النفوس قد جبلت على حب المصالح والرغبة في المحظورات.. وأهم تلك الوسائل [ذكر المؤلف مجموعة من هذه الوسائل ومنها]:


-الزهد: أظهر القرامطة في بداية أمرهم الزهد حتى يقبل الناس عليهم، فالدين أكثر ما يحرك النفوس، والمجتمع الذي وجدوا فيه لا يخضع إلا لمن عرف بتقواه، ولكن إذا ما دان لهم أتباعهم ووثقوا بهم، أخضعوهم لمرحلة بعد مرحلة حتى إذا وصلوا إلى المرحلة الأخيرة رفعوا عنهم التكاليف الشرعية، وأعلنوا لهم أن هذه التكاليف إنما وضعت وفرضت على المغفلين.


***********************


***********************

إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد. هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة, ومن هنا وجب على المصمم أن يضع نصوصا مؤقتة على التصميم ليظهر للعميلً